Скачать с ютуб يوسف الكمالي وحبيبة в хорошем качестве

يوسف الكمالي وحبيبة

حبيبة في حي بن لوتاه! .. على شَعرِها البنّيّ تسدِلُ شالَها لتحجبَ عن لَونِ المشيبِ عيالَها وتُسفرُ عن قلبٍ يفيض طفولةً وعن دعواتٍ.. قدّس الله حالَها حبيبةُ.. من كانتْ مزارًا مُقدّسًا إليه قلوبُ الناس شدّتْ رِحالَها حبيبةُ.. هل نال المسمّى من اسمهِ نصيبًا كما نال الهوى حينَ نالَها؟ فإن ترَها فوقَ الأريكةِ جدّةً ترَى الشمسَ فوق الأرض تلقي ظلالها تميلُ على ظهرِ الاحاديثِ نحوَنا فينهار نهرُ الذكرياتِ.. خِلالَها .. إلى حيّ "بنْ لوتاهْ" حيث ترعرعتْ تربّي على جمرِ الحياة خِصالَها يتيمةَ أمٍّ. يا لها من يتيمةٍ تُكافئ هذا اليُتمَ حُبًّا ويا لَها ... تُسمّى (فتاةَ الحيّ) وهْيَ صغيرةٌ إذا سمّتْ الأحياءُ يومًا (رجالَها) ! أبوها "حبيبٌ" للمآذنِ .. طالما أعادَ إلى روحِ البلادِ بِلالَها أضاءَ بعينيْها ثلاثَ مساجدٍ لتبصرَ نورَ الله أنّى بدا لها .. تحدثني .. عن سكّة الخَوفِ جدّتي وقد خلعتْ أقدامَها ونِعالها تفلتَ كلبُ الحيّ من نارِ جوعهِ وكانَ شديدَ القُرب مِن أن ينالَها ففرّت .. كأنّ الموتَ يركضُ خلفها وشدّت .. على قوسِ الصُّراخِ نِبالَها ولم تنتبهْ للدربِ فاصطدمَتْ بهِ وخرّتْ على رِجليْهِ صرعى وهالَها بنظرتهِ العُليا إذا هُوَ "راشدٌ" وأبناءَه! قال: الحبيبةُ مالَها؟ تناثرت الأسماك منها تجرّحتْ أصابعُها .. غطّى الغبارُ جمالَها .. فذابَ على خدٍّ من النارِ وجهها حياءً وصار الدمعُ يروي مقالَها .. تبسّم منها راشدٌ قال هذه: حبيبةُ عجمانٍ فقوموا بها .. لها .. وصار ابُنه جَدًّا، وشيخًا، وحَاكِما ولمّا تغيّرهُ السنين طوالَها "حميد" الذي .. مُذْ كان أيمَنَ راشدٍ وأيمَانُهُ لا تستشيرُ شِمالها .. وتسألُني بعدَ الحكايةِ جدّتي عن الشّيخِ .. لكنّي تركتُ سؤالَها وجاوبتُ هذا الشعرَ من عينِها التي تؤدّي لأرحامِ الدموعِ وصالَها ! تؤرّخُ مَسعى هاجرٍ نحْوَ زمزمٍ وقد أقْفرتْ كلُّ الدروبِ حِيالَها .. تأخرتُ يا شَيْخي تأخرت يا أبي قد التحفَت بنتُ الحبيبِ رِمالَها فمن سوفَ يُلقي الشعرَ باقةَ روحِها .. ليملأَ في فصلِ الخريفِ سِلالَها؟ .. أنا رافعُ المعنى الثقيل وإن هوى وحطّم أضلاعي أقول: أنا لَها ! يطاردني الصوتُ الكماليُّ في دمي لأبلغَ من كلِّ الأمورِ كمَالَها وإنيَ .. لمْ أفرِدْ (شِماغَ) قبيلَتي جَناحًا .. ولكنّي رفعتُ (عِقالَها) ! .. نزلْنا الجبالَ الشُّمَّ من رأسِ هرمزٍ كما نزلتْ هذي الغيومُ جِبالَها فأضحكتِ القفرَ العبوسَ وسارعتْ تزفُّ إلى ليلِ النفوسِ هِلالَها َولم يجتمع في غيرِ عجمانَ شملُنا كأنّ يدَ الرحمنِ تأخذنا لها ! كأنّ قِوامَ الفردِ منا إذا انحنى رأيتَ بهِ أمواجَها وتِلالَها .. وفاءً وفاءً .. من حفيدِ حبيبةٍ إلى مَن تسمّيهم حبيبةُ "آلَها" وفاءً حميد الودِّ من كلّ ناظرٍ رأى وجهَها في النومِ ثمّ دعا لها وفاءً .. إلى عجمانَ أرض جدودِنا وما خانَت الأشجارُ يومًا رِمالَها ! هنا .. وجدَ النهرُ الكماليُّ نبعَهُ هنا عانقتْ شمسُ الغريبِ ظِلالَها .. #يوسف_الكمالي #مهرجان_الشارقة_للشعر_العربي